اخبارالتغيرات المناخية
أوروبا تُخالف أجندتها الخضراء وتعود لاستخدام الفحم بالرغم من تداعيات تغير المناخ
أظهر قرار عدد من الدول الأوروبية تشغيل محطات الطاقة العاملة بالفحم، حجم الأزمة التي تواجه القارة جراء نقص الغاز الروسي الذي يهدد بتعرض سكانها لكارثة في الشتاء بسبب اعتمادهم على الغاز للتدفئة وانتاج الطاقة، وسط تساؤلات حول جدوى قرار العودة للفحم، وهل ينقذ القارة من البرد أم أنه سيؤدي إلى تفاقم أزمة التلوث والتغير المناخي دون فائدة.
لقرون، اعتمدت أوروبا على الفحم كمصدر للطاقة، وخيمت أبخرته الملوثه على سماء البلدان الأوروبية، وخلال العقود الماضية، قررت أوروبا تخفيض اعتمادها على الفحم، لأنه أكثر أنواع الوقود إضراراً بالبيئة والأكثر كثافة من حيث الانبعاثات الكربونية التي تسبب الاحترار العالمي، وبالتالي فهو الهدف الأكثر أهمية للاستبدال من بين مصادر الوقود التقليدية، لذلك تسعى أوروبا للتخلي عنه بالكامل عام 2030،
على أوروبا الاختيار بين الحفاظ على البيئة أو الموت برداً
بالرغم من أن أوروبا كانت تخطط للقضاء على توليد الكهرباء بالمحطات الحرارية التي تعمل بالوقود الأحفوري منذ سنوات، وقد اقتربت من تحقيق هدفها، بالتخلي عنه نهائياً، في عام 2030، حيث بلغ إنتاج الاتحاد الأوروبي من الفحم الصلب 57 مليون طن في عام 2021، أي أقل بنسبة 79% من إنتاجه في عام 1990 البالغ 277 مليون طن.
إلا أنها فوجئت بالحرب الروسية على أوكرانيا والرد الروسي على العقوبات الغربية بالحد من إمدادات الغاز لبعض دول الاتحاد الأوروبي، وكذلك إجبار شركات الطاقة الأوروبية على تسديد فواتير الغاز الطبيعي بالروبل (العملة الروسية)، وهو ما خلق أزمة كهرباء وتدفئة بالدول الأوروبية.
وسط هذه الظروف البالغة التعقيد، ستضطر الدول لاستخدام الفحم الحجري لتعويض النقص في إمدادات الغاز الطبيعي قبل حلول موسم الشتاء. وكانت عدة دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي قد أعلنت هذا الشهر العودة لفتح محطات الفحم الحجري القديمة لمقابلة احتياجاتها من الكهرباء والتدفئة خلال الشتاء. من بين هذه الدول كل من ألمانيا وبريطانيا والنمسا وإيطاليا والتشيك وفرنسا وربما تنضم دول أخرى مع زيادة التوتر بين موسكو ودول الاتحاد الأوروبي، كما عادت دول أخرى لاستخدام الفحم، منها الصين وأستراليا والهند وجنوب أفريقيا.
وعلى حد تعبير مسؤولين أوروبيين فإن التحول إلى الفحم مسألة مؤقتة وأن أهداف تغير المناخ طويلة الأجل لن تتغير، لكن في الوقت الحالي لا يمكن لأحد أن يتأكد إلى متى ستستمر “الحلول المؤقتة”.
المصدر : طقس العرب