اخبارالبحار والمحيطاتالتغيرات المناخية
علماء: الاحترار العالمي يؤثر على سرعة تيارات البحر وحالة الغطاء الجليدي في قارة القطب الجنوبي
اكتشف علماء المناخ أن الاحتباس الحراري قد أدى إلى تسريع تيار الرياح الغربية، المعروف أيضاً باسم تيار القطب الجنوبي الدائري.
ولهذا السبب بالذات، فإن الرياح تنقل الحرارة إلى القطب الجنوبي بشكل أسرع، وقد نشرت المجلة العلمية Nature Climate Change نتائج البحث العلمي بهذا الشأن.
وقال أحد مؤلفي البحث، Jia-Rui Shi من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو: “نتيجة لذلك، يمكن أن ترتفع درجة الحرارة في أعماق المناطق البحرية شبه الاستوائية بشكل ملحوظ”.
ويفترض علماء المناخ أن مصير الغطاء الجليدي في أنتاركتيكا في الأعوام القادمة سيعتمد إلى حد بعيد على كيفية تغيُّر طبيعة حركة الرياح الغربية وما يرتبط بها من تغيُّرات التيار البحري في القطب الجنوبي الذي يحيط بشواطئ القارة القطبية الجنوبية ولا يسمح للمياه الدافئة في المحيط الأطلسي بتسخين احتياطياتها الجليدية.
واكتشف الباحثون أن الاحتباس الحراري قد أثّر على حركة هذا التيار البحري. وتوصل علماء المناخ إلى هذا الاستنتاج بعد تحليل البيانات التي جمعتها ثلاثة آلاف من العوامات السطحية وتحت المائية ومحطات التتبع المستقلة، والتي كانت منتشرة عبر المحيط كجزء من برنامج Argo العلمي.
وقارن العلماء هذه المعلومات ببيانات الأقمار الإصطناعية التي قاست منسوب الماء في أجزاء مختلفة من محيطات العالم. وسمح ذلك لعلماء المناخ بتقييم كيفية تغيُّر سرعة التيار المحيط بالقطب الجنوبي وحجم المياه التي يحملها خلال العقود الثلاثة الماضية.
واتضح أن هذا التيار قد تسارع بالفعل بشكل ملحوظ. ووفقاً لتقديرات علماء المناخ، فان سرعة حركته وحجم المياه التي يحملها ازدادت بنسبة 2-3 في المئة في الفترة ما بين مطلع التسعينيات والوقت الراهن، كما لاحظ العلماء أن تسارع التيار المحيط بالقطب الجنوبي لم يكن مرتبطاً فقط بتكثيف الرياح الغربية فحسب، بل وارتبط بالتغيُّرات في طبيعة حركة الجزء العميق من تيار المياه هذا.
وتعود تلك التغييرات، حسب علماء المناخ، إلى أن مياه المحيط الجنوبي تمتص باستمرار كميات كبيرة من الحرارة، ما يؤدي إلى زيادة الاختلاف في درجات الحرارة بين طبقات المحيط الأكثر برودة ودفئاً. ويؤدي ذلك إلى تسريع حركة المياه ويغيّر تبادل الطاقة بين المحيط الجنوبي والمناطق المجاورة.
وبزيد كل ذلك، وفقاً للعلماء، من تسريع ضخ الحرارة في الأجزاء العميقة من التيار البحري في القطب الجنوبي ويعزز احترار المياه في الجزء الشمالي من المحيط الجنوبي. وقد يؤثر ذلك في المستقبل سلباً على حالة الغطاء الجليدي في أنتاركتيكا.
المصدر: “تاس”